أكد المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية "آفي أشكنازي"، اليوم الاثنين، أن إسرائيل تمرّ بأزمة سياسية، إعلامية، وعسكرية هي الأكبر منذ بدء حرب "السيوف الحديدية" (يقصد حرب الردّ على "الطوفان").
ويشير إلى أن المفاوضات لإطلاق سراح 50 من المختطفين عالقة. القتال في غزة انتقل إلى مرحلة حرب العصابات مع المزيد والمزيد من الضحايا: 898 قتيلاً من جنود الجيش سقطوا في المعارك، وأكثر من 12 ألف جريح (واضح أنه يستثني الإصابات النفسية). وفوق كل ذلك، العالم مصدوم من صور الأطفال الجياع في غزة".
ويقول الكاتب والمحلل الساسي الفلسطيني ياسر الزعاترة: إن هذه "الحرب هي الأطول في تاريخهم، وهي الأكثر تأثيرًا على "كيانهم" وعلى أدوات نفوذه في الغرب. حقيقة يرفض المهزومون الإقرار بها.. وطبعًا بدعوى التعاطف مع الضحايا، لكننا نعرفهم وتعرفونهم "في لحْن القول".
https://x.com/YZaatreh/status/1949729964883947595
إدخال المساعدات
ويؤكد أشكنازي، أن الجيش الإسرائيلي، وبعد ضغوط دولية شديدة لزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، سيبدأ، الأحد الماضي، هدنة تكتيكية محلية في النشاط العسكري، لصالح الاحتياجات الإنسانية، من الساعة 10 صباحًا وحتى 8 مساءً.
وتابع أن "وقف إطلاق النار سيبدأ في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش، وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة، يوميًا حتى إشعار آخر. وقد تم تنسيق القرار مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بعد مباحثات حوله".
وأضاف أنه "تم تحديد مسارات مؤمّنة بشكل دائم، من الساعة 6 صباحا حتى 11 مساءً، للسماح بحركة آمنة لقوافل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة (..) يُعَدّ هذا تغييرًا جذريا في السياسة، وهو أهم إنجاز حققته حماس منذ انتهاء وقف إطلاق النار".
وفي تحليله لهذا الخبر، قال الزعاترة: "الذي لا شك فيه أن حالة السُخط العالمية (رسميا وشعبيا)، والتي شملت حتى أوساط اليمين، قد فرضت نفسها على أمريكا و"الكيان"، وهي السبب الرئيس فيما تقرّر، مع ضرورة عدم اعتباره إيجابيا قبل التأكّد من أن حرب التجويع قد توقّفت ونال الناس احتياجاتهم الأساسية.
ويؤكد أننا توقّعنا ذلك من قبل، فهذا "كيان" لا يحتمل هذا المستوى من التجريم العالمي، وهو الذي قام على الدعاية الإنسانية وعلى المظلومية منذ تأسيسه.
ويستدرك الزعاترة أن ذلك لا يجب أن يلفت الانتباه عن حقيقة أننا إزاء عدوّ غادر، ومن ورائه قائد موتور في واشنطن، يحرّكه صهيوني مراهق (ويتكوف)، وآخرون من ذات اللون، ما قد يشير إلى احتمالية استخدام الآلية الجديدة للمساعدات في سياق محاولة (ما) لاستعادة الأسرى.
احتمال لن يتجاهله أبطالنا، لكننا نشير إليه في سياق التحليل لما يمكن أن يكون وراء التطوّر الجديد، بجانب حالة السخط العالمية.
https://x.com/YZaatreh/status/1949360103527723237
التقديرات القاتمة
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد الماضي، نقلاً عن قسم إعادة التأهيل بوزارة الدفاع الإسرائيلية: "إنه بحلول عام 2028، سيُعالج القسم ويعترف بما لا يقل عن 100 ألف جندي جريح ومعاق من جيش الدفاع الإسرائيلي، نصفهم على الأقل سيعانون من إعاقة ذهنية. هؤلاء هم ضحايا جميع حروب إسرائيل، لكن معظمهم، بناءً على الوضع الراهن، أصيبوا منذ 7 أكتوبر ولغاية الآن.
أضافت الصحيفة: "حتى وقت قريب، كان تقدير "100 ألف معاق" مرتبطًا بتوقعات وزارة الدفاع لعام 2030. ومع ذلك، شهدت الأشهر الأخيرة زيادة بنسبة عشرات في المئة في عدد الجنود الذين يعانون من ضائقة نفسية ويطلبون المساعدة".
ويكشف الزعاترة أن الذي أصاب إسرائيل أكثر من كل حروبهم السابقة إنما هو "الطوفان".. تأمّل يا رعاك الله، وتذكّر إرادة الإيمان، ويواصل متهكمًا: "ولا تنسَ "الممثل الشرعي والوحيد"، صاحب نظرية "احمونا" و"العيش تحت بساطير الاحتلال"!
https://x.com/YZaatreh/status/1949405281609211946